ترى كيف هو شعور زين الهاربين بنعلي وهو يتابع نتائج الثورة الشعبية في تونس؟

جمال العارف : لا أحد يتوقع الآن او يتهكن شعور  الرئيس المخلوع ، زين الهاربين بن علي وزوجته من السعودية، وهو يتابع مايجري في تونس منذ فراره من الثورة، تاركا ورائه بلدا جثم على صدره 23 سنة ، و10 ملايين تونسي فاز معه من انبطح منهم  لطموحاته الفرعونية . والبقية داس كرامتهم في التراب والمنافي والعتقلات . شعور لاشك سيكون مرا ،خصوصا وقد تبين له ولزوجته  ،القيمة الحقيقية التي يساويها في عيون التونسين بعد الثورة، وحتى قبلها مع فارق الخوف من البوح بالحقيقة .

شعور قد يبعث على الندم او الاسف او العودة للوراء ومحاسبة النفس لست أدري ؟ لكن ما أكاد أجزم به أن هؤلاء الطغاة لا يعرفون معنى للرحمة والعدل ، بل يتلذذون باذلال شعوبهم وسرقة خيرات بلدانهم وحرمانهم من الحرية والديموقرطية لعقود . اشباعا بدون روية لأنانيتهم المتألهة . لكن الاعمال بخواتيمها ولا خير في نعيم ينقطع في وقت الحاجة اليه . لكن مثل بنعلي المسكين كمثل الجائع الاناني الذي يفضل أن يأكل البلد كله بأهله أو يبقى بدون شيء . وهذا هو حال بنعي الذي لم يفهم شعبه الا قبل يوم من فراره ، وبعد 23 سنة حول فيها الشعب التونسي الى بهائم ، والبلد الى زريبة خاصة به وبزوجته وعائلتها .تابع من هنا خطاب بنعلي يوم قل فراره أنا فهمتكم : والذي سيبقى مخلدا في التاريخ . انظروا من كان يحكم تونس لمدة 23 سنة :